التسمم الغذائي: الأنواع والأعراض والأسباب والعلاج والوقاية والمزيد
كتب بواسطة: د. رحاب أحمد
تحديث في:ديسمبر 25, 2023
ما هو التسمم الغذائي ؟
يشير التسمم الغذائي إلى الأمراض التي تنقلها الأغذية التي تحدث نتيجة لتناول الطعام الفاسد أو الملوث بالسموم أو المواد الكيميائية أو العوامل المعدية مثل البكتيريا أو الفيروسات. يعاني ملايين الأشخاص كل عام من التسمم الغذائي والأمراض التي تنقلها الأغذية، مما يسبب لهم بالإصابة بالأمراض الشائعة للغاية. وأحيانًا لا يعتبر التسمم الغذائي حالة حرجة في معظم الحالات.
أعراض التسمم الغذائي
تختلف اعراض التسمم الغذائي من حالة إلى أخرى وذلك يتوقف على نوع التسمم الغذائي الذي قد تكون قد أصبت به.
تشمل أعراض التسمم الغذائي الأكثر شيوعًا ما يلي:
-
الغثيان: شعور بعدم الراحةفي المعدة غالبًا ما يصاحبه رغبة في التقيؤ.
-
الإسهال: حركات أمعاء متكررة، رخوة، أو سائلة قد تصاحبها الحاجة الملحة وتشنجات البطن.
-
تشنجات البطن: آلام حادة أو خفيفة في البطن، غالبًا ما ترتبط بالاضطرابات الهضمية.
-
التقيؤ: طرد قوي لمحتويات المعدة من الفم، غالبًا كرد فعل تلقائي للغثيان أو عدم الراحة في البطن.
-
اضطراب الشهية: فقدان الاهتمام بالأكل أو النفور من الطعام بسبب عدم الراحة في الجهاز الهضمي.
-
الحمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم، والتي قد تشير إلى استجابة المناعة للعدوى الناتجة عن تناول طعام ملوث.
-
التعب والضعف: شعور عام بالإرهاق أو نقص الطاقة، غالبًا ما ينتج عن الجفاف، اختلالات الإلكتروليت، أو مجهود الجسم لمكافحة العدوى.
-
الصداع: ألم أو عدم راحة في الرأس، والذي يمكن أن يسببه الجفاف، اختلالات الإلكتروليت، أو الاستجابة الالتهابية للجسم تجاه مسببات الأمراض المنقولة بالغذاء.
-
قشعريرة: رفع شعر الجلد بشكل لا إرادي، والذي قد يحدث كاستجابة للتوتر أو عدم الراحة المرتبطة بتسمم الطعام.
الأعراض الخطيرة الأخرى التي قد تظهر تشمل ما يلي:
بالتأكيد، يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي تتجاوز تلك التي تؤثر على الجهاز الهضمي. بعض مسببات الأمراض الغذائية يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى أعراض عصبية محددة أو يسبب أمراضاً تعرف باسم التسممات الغذائية. إليك بعض التفاصيل الإضافية:
الأعراض العصبية: بعض السموم التي تنتجها البكتيريا مثل كلوستريديوم بوتولينوم (المسؤولة عن البوتوليزم) يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي. قد تشمل الأعراض ضبابية الرؤية، صعوبة في البلع أو الكلام، ضعف العضلات، والشلل. علاوة على ذلك، قد يختبر بعض الأفراد إحساساً بالوخز أو الخدر في الأطراف بسبب الضرر العصبي الناجم عن بعض السموم الغذائية.
التسممات الغذائية:
-
التسمم الوشيقي: يسببه السم العصبي الذي تنتجه بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم، ويمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل الرؤية المزدوجة، تدلي الجفون، صعوبة التنفس، والشلل التدريجي.
-
التسمم بالأسمَاك المدارية: يحدث هذا النوع من التسمم الغذائي بعد تناول الأسماك الملوثة التي تراكمت فيها السيغواتوكسينات. قد تشمل الأعراض أعراضاً عصبية مثل الإحساس بالوخز، انعكاس درجة الحرارة (الشعور بالأشياء الساخنة كأنها باردة والعكس صحيح)، وألم العضلات والمفاصل.
-
التسمم المحاري: بعض أنواع المحار يمكن أن تحتوي على سموم مثل الساكسيتوكسين أو حمض الدومويك، والتي يمكن أن تسبب أعراضاً تتراوح بين الضيق الهضمي إلى الأعراض العصبية مثل الارتباك، فقدان الذاكرة، النوبات، أو الغيبوبة.
الأمراض والمتلازمات:
-
الليستريات: يسببها البكتيريوم ليستيريا مونوسيتوجينيس، ويمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل الحمى، آلام العضلات، والأعراض الهضمية. في النساء الحوامل، يمكن أن يسبب أيضاً الإجهاض، الولادة الميتة، أو مرض خطير في المواليد الجدد.
-
الداء العصبي الكيسي: هو عدوى طفيلية تسببها يرقات دودة الخنزير الشريطية، تينيا سوليوم. يمكن أن يحدث عندما يتم تلوث الطعام أو الماء بالبراز الذي يحتوي على بيض الدودة الشريطية. قد تشمل الأعراض النوبات، الصداع، الارتباك، أو العجز العصبي حسب موقع الأكياس في الدماغ.
فمتى شعرت بأعراض التسمم الغذائي،
عليك الاتصال بطبيبك على الفور خاصة إذا عانيت من الأعراض التالية:
- الإسهال المستمر (يستمر لأكثر من ثلاثة أيام)
- حمى شديدة
- الجفاف
- الدم في البول
- إسهال دموي
- القيء الدموي
- رؤية غير واضحة
- ألم شديد في البطن وتشنجات
تشير هذه الأعراض إلى تسمم غذائي حاد يمكن أن يهدد حياة المريض.
لذا يعتبر التشخيص الفوري والعلاج مطلوب في مثل هذه الحالات.
أنواع وأسباب التسمم الغذائي
هناك أكثر من 200 سبب معدي للتسمم الغذائي. وتختلف حالات التسمم الغذائي وحدتها اعتمادًا على السبب الأساسي، والمدة التي تستغرقها أعراض التسمم الغذائي فى الظهور.
تنتمي معظم حالات التسمم الغذائي إلى الأنواع الثلاثة التالية:
-
تسمم غذائي بواسطة البكتيريا
إلى حد بعيد، يعد التسمم الغذائي الناجم عن السالمونيلا هو الأكثر انتشارًا، في حين أن يعد عدوى العطيفة و المطثية الوشيقية أقل شيوعًا ولكنه خطير بشكل متزايد.
- عدوى السالمونيلا (ويستغرق ظهور أعراضها من يوم إلى 3 أيام).
- بكتيريا العطيفة (ويستغرق ظهور أعراضها من يومين إلى 5 أيام حتى تظهر الأعراض).
- بكتيريا المطثية الوشيقية (ويستغرق ظهور أعراضها من 12 إلى 72 ساعة).
- بكتيريا الشيغيلا (ويستغرق ظهور أعراضها من 24 إلى 48 ساعة)
الغذاء الملوث بالبكتيريا هو السبب الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي. هناك العديد من البكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى التسمم الغذائي والأمراض التي تنقلها الأغذية بما في ذلك:
الإشريكية القولونية (والتى يستغرق ظهور أعراضها من يوم إلى 8 أيام). عدوى الليستيريا (والتى يستغرق ظهور أعراضها من 9 إلى 48 ساعة).
2. : التسمم الغذائي بالإصابة بالفيروسات
يمكن للعوامل الفيروسية التالية أن تلوث الغذاء وتؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي:
- النوروفيروسات (ويستغرق ظهور أعراضها من 12 إلى 48 ساعة)
- الفيروس العجلي (ويستغرق ظهور أعراضه من يوم إلى 3 أيام).
- الفيروس الغدي (وهو الأكثر شيوعًا ويصيب أغلب الأطفال. ويستغرق ظهور أعراضه من 8 إلى 10 أيام).
- التهاب الكبد A (ويستغرق ظهور أعراضه لمدة 28 يومًا)
3. : التسمم غذائي بواسطة الطفيليات:
يعد التسمم الغذائي من الأطعمة الملوثة بالطفيليات أقل شيوعًا بكثير من التسمم الغذائي بالبكتيريا. هذا لأن الطفيليات يمكن أن تظل خاملة داخل جسمك لسنوات ولن تعاني من أي أعراض على الإطلاق.
ومع ذلك، فإنها تسبب تلوثًا لأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وفي النساء الحوامل.
ويُعد التوكسوبلازما أو المقوسة الغوندية من أكثر الطفيليات شيوعًا والمسببة فى التسمم الغذائي وتتواجد في اللحوم غير المطبوخة جيدًا بكثرة. ويمكن نقلها من خلال الماء أيضًا وفى حالة إصابة النساء الحوامل بهذا الطفيليات، فإنه يتسبب فى قتل الأجنة.
عوامل الخطر للتسمم الغذائي
فى حين كنت معرضًا لخطر التسمم الغذائي وكذلك شدة ظهور الأعراض فإنه لا يعتمد فقط على نوع/سبب التسمم الغذائي ولكن أيضًا على عمرك وصحتك ومدى قوة جهازك المناعى وما إلى ذلك.
هناك أيضًا بعض الفئات الأكثر عرضة للخطر بما في ذلك:
- من المرجح أن يكون لدى كبار السن جهاز مناعي مثبط أو أضعف مما يجعلهم أكثر عرضة للعوامل البكتيرية والفيروسية والطفيلية التي تسبب التسمم الغذائي.
- أما بالنسبة للرضع والأطفال الصغار بإنهم يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي وذلك لعدم اكتمال جهاز المناعة لديهم بشكل كامل.
- أما عن النساء الحوامل فهم أكثر عرضة للتسمم الغذائي وتظهر الأعراض بشكل أكثر حدة فيهن لأن أجسادهن تمر بالعديد من التغيرات الأيضية.
-
غالبًا ما يتناول الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل الإيدز وأمراض الكبد والسكري وما إلى ذلك عقاقير مثبطة للمناعة مما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالتسمم الغذائي.
مضاعفات التسمم الغذائي
تحدث المضاعفات الصحية التالية من التسمم الغذائي في عدة حالات:
- الجفاف، ويعد أحد أكثر النتائج شيوعًا وخطورة للتسمم الغذائي، خاصة عند الرضع وكبار السن، وكلاهما يعاني من ضعف في جهاز المناعة. ويحدث الجفاف بسبب فقدان السوائل والمعادن بسبب الإصابة بالإسهال الناجم عن التسمم الغذائي والقيء وما إلى ذلك.
- عدوى الليستريا وهي نتيجة التسمم الغذائي الناجم عن بكتيريا الليستيريا وهي حالة تهدد حياة المريض. وفي حالة إصابة إصابة النساء الحوامل بعدوى الليستيريا، فقد يعانين من الإجهاض وقد يتسبب في ولادة طفل على قيد الحياة. يمكن أن يكون قاتلًا للرضع وقد يعاني أولئك الذين يبقون على قيد الحياة من تأخر فى تطور البينة الجسمانية والأضرار العصبية.
- يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي بالإشريكية القولونية، في بعض الحالات، إلى متلازمة انحلال الدم اليوريمية التي تهاجم الكلى وقد تؤدي حتى إلى الفشل الكلوي في الحالات القصوى. يمكن التعرف على المتلازمة من خلال الإسهال الدموي. يجب أن تتلقى المجموعات المذكورة أعلاه المعرضة لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي رعاية طبية في المقام الأول.
علاج التسمم الغذائي
يعتمد علاج التسمم الغذائي، مثل معظم حالات الجهاز الهضمي، على السبب الأساسي. وتُستخدم المضادات الحيوية لعلاج التسمم الغذائي البكتيري، وفي بعض الحالات، قد تحتاج إلى استخدام بعض المضادات الحيوية باستخدام قطرات وريدية. ومن أجل معالجة الجفاف الناجم عن التسمم الغذائي، قد يعطيك طبيبك السوائل والأملاح عن طريق الوريد لإعادة ترطيب جسمك.
يمكن علاج حالات التسمم الغذائي الخفيفة باستخدام بعض العلاجات المنزلية بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم بالضرورة إلى وصفة طبية مثل إيموديوم و بيبتو بيسمول.
من أجل التعافي من التسمم الغذائي، يمكن للمرضى استخدام العلاجات المنزلية التالية:.
- أخذ قسط كبير من الراحة
- تناول الكثير من السوائل.
- تجنب الأطعمة التي يصعب هضمها مثل منتجات الألبان والأطعمة الدهنية والأطعمة الحارة و/أو المقلية.
- ابتعد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول والامتناع عن التدخين
طرق الوقاية من التسمم الغذائي
بما أن التسمم الغذائي هو عبارة مرض ينتقل عن طريق الأغذية، فإنه يمكن الوقاية منه بسهولة باتخاذ التدابير التالية:
- توخي الحذر عند تحضير وتخزين الطعام
- قم بطهي فقط الأطعمة التي لا تحمل عوامل معدية عند عدم طهيها، مثل اللحوم، وتجنب تناولها نيئة
- اعتني أكثر بكيفية التعامل مع الطعام
- اغسل يديك قبل الطهي وقبل تناول الطعام
- تخزين الطعام في درجة الحرارة المناسبة
لفهم المزيد عن أعراض التسمم الغذائي وأسبابه وعلاجه والوقاية منه، تفضل بالاتصال بنا.
قابل أطبائنا من قسم الطب الباطني