مع الانخفاض الملحوظ في انتشار الأمراض المعدية مثل السل والإنفلونزا والجدري خلال الفترة الحالية، إلا أنه من ناحية أخرى تشهد الأمراض المرتبطة بنمط الحياة مثل داء السكري وتصلب الشرايين ارتفاعاً كبيراً، وكما يوحي الاسم فإن أمراض نمط الحياة جاءت نتيجة حتمية للخيارات السيئة التي نتخذها بشأن نظامنا الغذائي وممارسة الرياضة والراحة والعمل. ويمكننا أن نلقي باللوم على استهلاك الأغذية المصنعة وقلة النشاط البدني وضغوط العمل والكفاح من أجل البقاء والعيش، باعتبارها العوامل المسؤولة عن ذلك النمو الكبير في الأمراض والحالات المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، مما يؤدي إلى البدانة وأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية، فضلاً عن ارتفاع مستويات التوتر والقلق.
يؤدي سوء التغذية وعدم اتباع نظام غذائي صحي إلى وقوعنا فريسة للبدانة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وجميعها تعد عوامل خطر قوية للإصابة بمرض السكري، كما أنها تزيد من مخاطر حدوث حالات وأعراض صحية أخرى تتراوح بين داء السكري وارتفاع ضغط الدم وصولاً إلى توقف التنفس أثناء النوم وهشاشة العظام وآلام أسفل الظهر والمرارة، وقد تؤدي إلى السرطان وأمراض الشريان التاجي.
ولم يعد خفياً اليوم أن عدم التقيد بنظام غذائي متوازن، سيؤدي إلى نقص التغذية مثل فقر الدم نتيجة نقص الحديد، بينما تحتاج خلايا الدم إلى الحديد لتزويد الجسم بالأكسجين، وفي حال لم يكن لديك ما يكفي من الحديد، فعندئذ لن يؤدي الدم وظائفه بشكلٍ مناسب. وتشمل حالات سوء التغذية الأخرى التي قد تؤثر على خلايا الدم، انخفاض مستويات الفيتامين ب 12 أو الفولات أو فيتامين (سي). وقد يؤثر نقص فيتامين (دي) على صحة العظام، مما يصعب مهمة الجسم في امتصاص والاستفادة من الكالسيوم. وبصرف النظر عن إمكانية الحصول على فيتامين (دي) عن طريق التعرض لأشعة الشمس، إلا أن ثمة العديد من الأشخاص الذين يعانون من سرطان الجلد، الذين قد لا يفعلوا ذلك.
وعلاوة على ذلك فإن الأشخاص الذين عانوا من أمراض معوية أو تمت إزالة أجزاء من الأمعاء لديهم نتيجة المرض أو جراحة فقدان الوزن، قد يتعرضوا أيضاً لمخاطر نقص الفيتامينات، وكذلك فإن مدمني الكحول هم عرضة لمواجهة خطر كبير وهو نقص التغذية.
في كثير من الأحيان قد يكون التغيير السريع في الوزن مؤشراً واضحاً على سوء التغذية، وقد يحدث سوء التغذية نتيجة أسباب عديدة بدءاً من الافتقار إلى المعرفة بالمتطلبات الغذائية، وصولاً إلى سهولة الحصول على الأغذية المُصنعة. وفي حال التقيد بنظام غذائي فقير من الناحية الغذائية على أساس يومي، فإن ذلك قد يتسبب بتداعيات خطيرة على صحتك.
وفي حال كنت تعاني من البرد بشكل مزمن فإن هذا يقدم دلالة واضحة على قابلية الإصابة بالفيروسات والالتهابات، إذ أن هذا يعد افتقار الجسم إلى الطاقة والمواد الغذائية اللازمة لتغذية الجهاز المناعي ومكافحة الأمراض. ومن ناحية أخرى يشير التعب المفرط والحساسية لدرجات الحرارة الباردة والصداع وعدم انتظام ضربات القلب السريعة إلى أنك تعاني من فقر الدم، ويحدث فقر الدم عندما يكون لديك نقص في بعض العناصر الغذائية مما يؤدي إلى انخفاض خلايا الدم الحمراء اللازمة لتزويد الجسم بالأكسجين.
وتظهر الأعراض الجسدية لسوء التغذية من خلال تقشر وجفاف الجلد أو تساقط الشعر أو تشقق الأظافر أو الإسهال أو الإمساك وسوء صحة الأسنان. بينما قد يؤدي سوء التغذية الحاد إلى العقم وضعف الدورة الشهرية. وغالباً ما تتشابه الأعراض المرتبطة بسوء التغذية مع أعراض العديد من الحالات الأخرى، لذلك فإنه من المهم أن يتم الحصول على التشخيص الصحيح لتحديد العلاج المناسب.
وستقدم الأعراض التي تذكرها للطبيب مؤشراً واضحاً أنك لا تحصل على العناصر الغذائية الكافية من طعامك، فإنه سيوصي بإجراء فحص دم بما في ذلك تعداد الدم الكامل، بما يؤدي إلى كشف أوجه القصور في دمك مثل انخفاض نسبة الهيموغلوبين أو ما إذا كانت مستويات السكر مرتفعة. بينما يشير انخفاض كمية الحديد في الدم إلى فقر الدم وارتفاع مستويات السكر إلى الداء السكري، فما هي التداعيات المحتملة على صحتك؟
تزيد الدهون الإضافية الناتجة عن سوء خيارات الأطعمة ونقص النشاط البدني من صعوبة مهمة الجسم في استخدام الأنسولين بشكل صحيح. وعلاوة على ذلك، فإن الوجبات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر لا تعمل على زيادة الوزن فقط، بل أنها تزيد من مقاومة الأنسولين. الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع 2 الذي يقلل من كمية "الكوليسترول الجيد"، أو البروتين الدهني عالي الكثافة المسؤول عن إزالة الدهون الزائدة من الدم، ورفع مستويات الدهون الثلاثية في الدم. وتؤدي مستويات "البروتين الدهني عالي الكثافة" المنخفضة المقترنة بالدهون الثلاثية العالية إلى زيادة تراكم اللويحات على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات دماغية.
الأكل الصحي والتغذية
متطلبات السعرات الحرارية
من غير المستحسن تخفيض السعرات الحرارية بأكثر من 1000 سعرة حرارية في اليوم، لأن فقدان أكثر من رطلين في الأسبوع قد يكون أمراً غير صحي ناهيك عن أنه يتسبب في تأثير معاكس في المستقبل القريب من خلال الحد من الاستقلاب. وتحتاج المرأة المتوسطة إلى تناول حوالي 2000 سعرة حرارية في اليوم للحفاظ على وزنها، و 1500 سعرة حرارية لفقدان رطل واحد من وزنها في الأسبوع، بينما يحتاج الرجل العادي إلى 2500 سعرة حرارية للحفاظ على وزنه، و 2000 سعرة حرارية ليخسر رطلاً واحداً من وزنه في الأسبوع. ومن المهم أن يكون ذلك مصحوباً بأحد أشكال النشاط البدني
إدارة الوزن الصحي
ممارسة الرياضة البدنية والنشاط
الزيارات المنتظمة لطبيبك
إن إجراء اختبار الدم سيبين مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية وكذلك نسبة السكر في الدم. وعلاوة على ذلك. سيظهر اختبار الدم مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وكذلك نسبة السكر في الدم. إلى جانب هذا، افحص ضغط دمك بشكل منتظم. أيضاً تحقق من نقص الحديد والفيتامينات.