الكتاراكت (الساد، المياه البيضاء وإعتام عدسة العين): الأعراض والمسببات وكيفية العلاج والمزيد من المعلومات
كتب بواسطة: د/ براسان راو
تحديث في:ديسمبر 17, 2023
ما هو الكتاراكت؟
الكاتاراكت هو عبارة عن تكتل منطقة معتمة أو ضبابية بشكل غير طبيعي في عدسة العين. يعيق مرور الضوء الذي يصل إلى شبكية العين عبر هذه المناطق من عدسة العين، مما يؤدي إلى ضعف الرؤية. يمكن أن يحدث الكاتاراكت في إحدى العينين أو كلتيهما، وهو أمر شائع الحدوث.
أعراض الساد
يمكن أن تمر أعراض الكاتاراكت دون أن يلاحظها أحد في مراحل تطورها الأولية حيث قد تصيب الضبابية جزءا صغيرة جدا من العدسة. ومع ازدياد الإعتام تطغى الرؤية الضبابية على عدسة العين وتسبب عدم وضوح الرؤية بشكل كبير، يسبب ضعفا في الرؤية خاصة ليلا. وهو ما قد يؤدي إلى ظهور أعراض أكثر وضوحا وهي:
-
رؤية هالات حول مصابيح الضوء.
-
ازدواج الرؤية في العين الواحدة.
-
تغيرات متكررة في حدة ودرجات الإبصار وكذلك وصفات النظارات.
-
تلاشي الألوان أو اصفرارها.
-
الحساسية للضوء والوهج.
متى يجب زيارة الطبيب
حدد موعدا واستشر الطبيب لفحص العين إذا لاحظت أي تغيرات أو تشوهات في رؤيتك. توجه للطبيب فورا إذا تعرضت للمزيد من أعراض الكاتاراكت، مثل:
-
زيادة الحساسية عند النظر لمصادر الضوء.
-
فقدان الرؤية المفاجئ.
-
صداع مفاجئ أو ألم مفاجئ في العين.
أسباب حدوث الكتاراكت
تحتوي عدسة العين على مادة جيلاتينية لزجة تتكون بشكل أساسي من الماء والبروتينات. عندما تتحلل هذه البروتينات، فإنها تشكل كتلاً كثيفة تسبب غشاوة وتعتيماً على عدسة العين الطبيعية. يمكن أن يتفاقم الكاتاراكت، مما يؤدي بشكل كبير إلى تشتيت الضوء وحجبه أثناء مروره عبر عدسة العين. مما يمنع وصول صورة واضحة ومحددة إلى شبكية العين، ونتيجة لذلك لم يعد بالإمكان رؤية الأشياء بوضوح وتصبح الرؤية ضبابية.
تشمل أسباب حدوث الكاتاراكت ما يلي:
-
الشيخوخة.
-
حدوث إصابة للعين.
-
سبق إجراء عملية جراحية بالعين من قبل.
-
حالات مرضية مثل داء السكري.
-
حالات مرضية أخرى بالعين.
-
البقاء طويلا تحت أشعة الشمس.
-
تناول بعض الأدوية.
-
الإشعاع.
-
انخفاض نشاط مضادات الأكسدة.
-
العيوب الخلقية.
أنواع الماء الأبيض في العين
يوجد 3 أنواع رئيسية من الكاتاراكت بناءً على موقع كل نوع على عدسة العين:
-
الإعتام (الكاتاراكت) النووي: إعتام عدسة العين الذي يؤثر على مركز العدسة.
-
الإعتام (الكاتاراكت) القشري: إعتام عدسة العين الذي يؤثر على حواف مركز العدسة.
-
الإعتام (الكاتاراكت) الخلفي تحت المحفظة: إعتام عدسة العين الذي يؤثر على الجزء الخلفي من العدسة.
الإعتام (الكاتاراكت) النووي
الإعتام النووي ويطلق عليه أيضا الإعتام الشيخوخي، وهو النوع الأكثر شيوعاً من أنواع الكاتاراكت. يرتبط بالحالات المتعلقة بالتقدم في العمر مثل تحلُّل البروتينات والألياف الموجودة في العدسة وتكتّلها. مع مرور الوقت، تتحول العدسة تدريجيا إلى اللون الأصفر الكثيف أو حتى إلى اللون البني في مركز العدسة. قد يؤدي الإعتام النووي في البداية إلى الإصابة بقصر البصر أو حتى تحسن مؤقت في الرؤية عند القراءة. وهذا ما يطلق عليه "الرؤية الثانوية/البصر الشيخوخي" وهذا يسبق مرحلة تشويش الرؤية.
الإعتام (الكاتاراكت) القشري
غالبا ما يظهر الإعتام القشري بسبب الحالات المرضية مثل داء السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الحالات المرضية الأخرى. يظهر على هيئة بقع أو خطوط غير واضحة وتدية الشكل تميل إلى اللون الأبيض على الحافة الخارجية لمركز العدسة. ونظراً لتفاقم هذا النوع من الإعتام ببطء، فهو يمتد ويصل إلى مركز العدسة. تعتبر الحساسية للضوء والوهج من الأعراض الرئيسية لهذا النوع من الإعتام.
الإعتام (الكاتاراكت) الخلفي تحت المحفظة
يبدأ الإعتام الخلفي تحت المحفظة ويتواجد في مسار الضوء مباشرة. وغالبا ما يؤثر الإعتام الخلفي تحت المحفظة في قدرتك على القراءة، ويقلل من الرؤية في الضوء الساطع ويسبب وهجاً أو هالات حول مصادر الضوء. وتتفاقم عادة هذه الأنواع من إعتام عدسة العين بوتيرة أسرع من أنواع الإعتام الأخرى.
الإعتام (الكاتاراكت) منذ الولادة (الإعتام الخلقي).
يُولد بعض الأشخاص مصابون بالكاتاراكت. وقد تكون حالات الكاتاراكت هذه ناتجة عن التهابات أو الإصابة بعدوى مثل الحصبة الألمانية (الحُميراء) أو التعرض للصدمات والإصابات داخل الرحم أثناء فترة الحمل، كما قد ترجع حالات الإصابة بهذا النوع من الإعتام إلى حالات محددة أخرى مثل التأثر العضلي (الضمور العضلي التوتري) أو الورم الليفي العصبي من النوع الثاني أو وجود الجالاكتوز في الدم أو التشوهات الوراثية والجينية. لحسن الحظ قد لا يؤثر الإعتام الخلقي دائماً على الرؤية. يمكن اكتشاف حالات الإعتام الخلقي عند الولادة بسهولة أو بعد إجراء فحوصات العين في وقت لاحق في الحياة وفي حالة اكتشاف حالات الإعتام الخلقي عادة ما تُزال وتُعالج في أقرب وقت ممكن بمجرد تشخيصها.
عوامل خطر الإصابة بالكاتاراكت
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر إصابتك بالكاتاراكت ما يلي: -
-
التقدم في السن.
-
التعرض المفرط لأشعة الشمس أو غيرها من مصادر الأشعة فوق البنفسجية والإشعاع.
-
الحالات المرضية مثل داء السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم.
-
التدخين.
-
الإفراط في تناول المشروبات الحكولية.
-
إجراء جراحة سابقة في العين.
-
إصابات أو التهابات سابقة في العين.
-
استخدام أدوية الكورتيكوستيرويد بشكل متواصل لمدة طويلة.
مضاعفات الساد
يمكن أن تظهر المضاعفات التالية في حالة عدم التشخيص أو علاج حالات الكاتاراكت في الوقت المناسب: -
-
الإصابة بالعمى.
-
الزَّرَقُ (المياه الزرقاء/الغلوكوما).
-
الكاتاراكت المفرط (فائق النضج): يصبح التدخل الجراحي لإزالته محفوفاً بالمخاطر.
تشخيص الكاتاراكت
يتضمن تشخيص الكاتاراكت مجموعة من فحوصات العين التي تقيّم جوانب مختلفة من الرؤية وأيضا أجزاء من العين.
-
فحص حدة الإبصار: هذا الفحص شائع جداً يستخدمه الأطباء. يتكون فحص حدة الإبصار من مخطط العين لقياس مستوى القدرة على الرؤية مجموعة من الحروف بأحجام مختلفة، والتي من المفترض على الخاضع للفحص قراءتها. يحدد هذا الفحص مدى القدرة على التمييز الواضح بين أشكال الحروف من مسافة معينة حدة البصر أو وضوح الرؤية.
-
فحص المصباح الشِقّي: يستخدم الطبيب المصباح الشِقِّي الذي يتكون من مجهر (ميكروسكوب) مما يساعد ويسمح لطبيب العيون برؤية البنيات في مقدمة العين مكبَّرة. لأن هذا المصباح يستخدم خطاً مكثفاً أو شقّاً من الضوء مما يساعد في الحصول على صورة مكبرة لكل من القرنية والقزحية والعدسة والمسافة بين القزحية والقرنية. كما يساعد الفحص الدقيق للعيوب في تشخيص الكاتاراكت.
-
فحص الشبكية: للإعداد لفحص الشبكية، يضع طبيب العيون قطرات في عينيك لجعل حدقتيك تتمددان (تتوسعان). يفحص الطبيب شبكية العين للتحق من وجود أي تشوهات أو مؤشرات على الكاتاراكت.
-
يمكن أيضا إجراء فحص إدراك اللون وفحص ضغط السوائل داخل العين للتأكيد على التشخيص.
علاج المياه البيضاء في العين
في مراحل الكاتاراكت الأولية، يمكن تصحيح أعراض الساد مثل عدم وضوح الرؤية والرؤية المشوشة باستخدام العدسات اللاصقة أو النظارات. يمكن أن يساعد استخدام العدسات المضادة للتوهج والمصابيح الأكثر سطوعاً في تحسين القراءة. ومع ذلك، تتطلب في النهاية جميع حالات/ أنواع الكتاراكت التدخل الجراحي للعلاج.
غالبا ما تكون العمليات الجراحية المستخدمة لعلاج الكاتاراكت قصيرة وبدون ألم. – للاطلاع على العمليات الجراحية للكاتاراكت يرجى الدخول عبر الرابط أدناه: -
-
يمكن أن تشمل العمليات الجراحية للكاتاراكت ما يلي: -
-
جراحة الشق الصغير لمعالجة الكاتاراكت: هذه هي الجراحة الأكثر شيوعاً المستخدمة في الوقت الحاضر. يتم إدخال مسبار الموجات فوق الصوتية من خلال الشق الصغير حيث يتشكل ويتواجد الكاتاراكت ويستخدم لاستحلاب إعتام عدسة العين. ثم تتم إزالة العدسة، ثم يترك خلف العدسة فقط كبسولة العدسة في الجزء الخلفي من العدسة. ويوضع مكانها عدسة اصطناعية جديدة.
-
جراحة الشق الكبير لمعالجة الكاتاراكت: إجراء مثل هذه الجراحة نادراً وتستخدم فقط لعلاج الحالات المتفاقمة من الكاتاراكت أو مضاعفاته. بعد إجراء مماثل للإجراء المستخدم في جراحة الشق الصغير (استحلاب العدسة)، يتم استخدام شق أكبر لاستخراج معظم العدسة.
-
جراحة الكتاراكت بواسطة ليزر الفيمتوثانية: تعد هذ العملية الجراحية أحدث العمليات تطوراً في علاج الكاتاراكت، في هذا النوع من عملية جراحة الكاتاراكت، يتم استخدام الليزر في إزالته.
عادة ما تستغرق فترة النقاهة بعد إجراء الجراحة وإزالته حوالي 4 أسابيع وتتحسن الرؤية تدريجيا.
الوقاية من الساد
لا يمكن منع حدوث الإصابة بالكاتاراكت ولكن يمكنك اتخاذ خطوات احترازية للحفاظ على صحة عينيك بشكل عام، من خلال:
-
ارتداء المعدات والملابس الواقية عند استخدام الأدوات أو ممارسة الرياضة أو أداء المهام الخطرة.
-
حماية عينيك من التعرض المفرط لأشعة الشمس من خلال ارتداء النظارات الشمسية.
-
تقليل وقت جلوسك أمام الشاشات الضوئية الساطعة قدر الإمكان.
-
الخضوع لفحص العين بانتظام.
-
الإقلاع عن التدخين وتجنب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
-
اتباع نظام غذائي صحي.
تواصل معنا للحصول على المزيد من المعلومات حول أعراض وأسباب وعلاج الكاتاراكت.
قابل أطبائنا من قسم طب العيون