كل ما تريد معرفته عن الجلوكوما (المياه الزرقاء)
كتب بواسطة: د/ أنوراج ماثور.
تحديث في:ديسمبر 19, 2023
ما هو مرض المياه الزرقاء في العين (الجلوكوما)؟
المياه الزرقاء مصطلح يشير إلى حالات يحدث فيها تلف للعصب البصري مما ينتج عنه ضبابية الرؤية والعديد من الاضطرابات الأخرى. يبدأ مرض المياه الزرقاء تدريجيًا وقد يحدث بشكل مفاجئ اعتمادًا على مسبباته. ولحسن الحظ أن العلاج في الوقت المناسب غالبًا ما يمكن التكهن به.
أعراض المياه الزرقاء في العين.
تتنوع أعراض الجلوكوما حسب نوع المياه الزرقاء التي تؤثر على عينيك.
يمكن تصنيف مرض المياه الزرقاء بوجه عام إلى زرق مفتوح الزاوية وزرق انغلاق الزاوية وذلك بالرجوع إلى "الزاوية "التي توجد بين قزحية العين "البؤبؤ" – الجزء الملون في عينيك & والقرنية وهي الجزء الشفاف في انتفاخ مقدمة العين.
وتشمل أعراض الزرق مفتوح الزاوية ما يلي
- بقع عمياء غالبًا ما تؤثر على مركز الرؤية في كلتا العينين.
-
رؤية نفقية، وهي خسارة أو فقدان الرؤية المحيطة مع رؤية مركزية سليمة في المراحل المتقدمة للمرض.
أعراض مرض المياه الزرقاء منغلق الزاوية، وهو الأشد خطرًا ويشمل:
-
ألم حاد في العين والرأس.
-
دوار
-
الشعور بالغثيان & واضطرابات بالمعدة.
- ضبابية الرؤية.
-
احمرار العينين.
-
رؤية هالات حول الأضواء.
-
حجم بؤبؤ العين يصبح غير طبيعي.
-
فقدان مفاجئ للرؤية.
متى يجب استشارة الطبيب عند الإصابة بمرض الماء الأزرق في العين؟
قياس مستوى الرؤية باستمرار غالبًا ما يكون غير كافٍ & من المفضل أن تقوم بفحص العين بشكل دوري وذلك لتقييم ضغط العين، حيث أنه العامل الأساسي المسبب لمرض المياه الزرقاء. وبشكل عام، من المفضل لمرضى جلوكوما العين أن يقوموا بفحص العين بشكل سنوي لا سيما بعد سن 40، خاصة إذا كان المريض له تاريخ مرضي إيجابي في العائلة أو هناك أية مخاطر إصابة بأمراض أخرى مثل السكري، وقصر النظر الشديد إلى غير ذلك من الأمراض.
إذا تعرضت لأية اضطرابات شديدة مثل ألم حاد بالعين، احمرار مستمر أو فقدان البصر المفاجئ، فيرجى التواصل مع الطبيب الخاص بك على الفور.
ما هي أسباب المياه الزرقاء في العين؟
نظرًا لأن العصب البصري يقوم بحمل النبضات والإشارات من العين إلى الدماغ، فإن تلفه سيؤدي إلى مشاكل في الإبصار. ومن ثم، نجد أن المسببات الشائعة التي تسبب تلف العصب البصري تشتمل على:
-
تراكم وتجمع ماء العين (السائل الموجود بالعين)، مما يزيد الضغط داخل العين.
-
ارتفاع ضغط الدم.
- توقف تدفق الدم إلى العصب.
- ألم شديد
-
تغيرات وراثية.
أنواع المياه الزرقاء في العين.
يمكن تقسيم المياه الزرقاء إلى قسمين أساسين:
-
الزرق مفتوح الزاوية.
- الزرق منغلق الزاوية.
الزرق مفتوح الزاوية:
يحدث عند وجود زاوية منفرجة أو عند اتساع الزاوية بين قزحية العين والقرنية ويسمى الزرق مفتوح الزاوية. ومن ثم تغلق الشبكة الصلبة المسؤولة عن تدفق السائل مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط بسبب تجمع السائل. وهذا بدوره يضغط على العصب البصري ويتلفه.
والزرق مفتوح الزاوية هو أكثر الأنواع شيوعًا وعادة ما يحدث بشكل متدرج. ومن ثم، يمكن عدم ملاحظته لفترة طويلة.
أما في الزرق منغلق الزاوية.
فنجد أن حدقة العين قد تجحظ قليلا لتقليل الزاوية التي تتشكل مع القرنية. وهذه الزاوية الحاجة تعيق دورة السائل وتدفقه. ومن ثم يسبب الضغط المتزايد على العصب البصري حدوث الزرق منغلق الزاوية.
واعتمادًا على مدى تطور حالة المرض، من الممكن أن تعاني من زرق منغلق الزاوية حاد أو مزمن. ولذا يتطلب هذا النوع من مرض المياه الزرقاء التدخل الفوري والسريع.
أنواع أخرى للمياه الزرقاء.
-
المياه الزرقاء في حالة الضغط الطبيعي: لا يوجد سبب محدد لهذا النوع من المياه الزرقاء. فربما تكون ناتجة عن نقص ضغط الدم المناسب كما في حالة تصلب الشرايين التي تغذي العصب البصري. ونتيجة لذلك، يتلف هذا العصب. ويبقى ضغط العين في معدلاته الطبيعية في تلك الحالة.
-
الزرق الصباغي: نجد في هذا النوع من جلوكوما العين أن الصبغات الموجودة في الجزء الخلفي لقزحية العين تتكسر فتحجب نظام تدفق الدم للعين مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل العين.
-
الزرق الكاذب: تفصل المادة عدسات العين مما يؤدي إلى التجمع داخل الزاوية بين القزحية والقرنية الأمر الذي يعيق ويعطل تدفق السائل.
-
زرق رضحي: وهو تلف العصب البصري نتيجة كدمات أو إصابة تخترق العين. قد تحدث الأعراض على الفور أو بعد سنوات.
-
الزرق الخلقي: قد يسبب تشوه أو انسداد جهاز الشبكة الصلبة الحادث أثناء الولادة إلى الإصابة بالمياه الزرقاء. وقد يحدث نتيجة عيوب وراثية أو عيوب تطرأ أثناء فترة الحمل. وقد تحدث المياه الزرقاء أيضًا مصحوبة بعيوب أخرى في العين.
-
الزرق الوعائي: ويقصد به تكون أوعية دموية تعمل على تغطية الجهاز المسؤول التصريف مما يؤدي إلى تجمع السائل وعادة ما يكون مصحوبًا بحالات أخرى، في الأغلب عند المصابين بمرض السكر.
-
الزرق البطاني القزحي القرني: وهذا النوع من المياه الزرقاء نادر الحدوث وعادة ما يؤثر على عين واحدة. فنجد فيه أن طبقة غير طبيعية من الخلايا تغطي السطح الخارجي للقرنية وتقوم بالسيطرة على الزاوية وتغطيها مما يعمل على إخلال قناة التصريف الدمعي ومن الممكن أن تتسبب في اندماج القزحية والقرنية بشكل جزئي مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط بشكل أكبر.
مخاطر المياه الزرقاء في العين:
يمكن أن تتزايد مخاطر المياه الزرقاء بسبب العوامل التالية:
-
العمر (خاصة بين المسننين ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا)
-
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمياه الزرقاء.
- ارتفاع ضغط العين.
-
حالات أخرى مثل مرض السكر وأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
- استخدام الكورتيكوستيريد الذي يحتوي على قطرة للعين بشكل منتظم.
-
التاريخ المرضي للمريض يذكر إجراء جراحة بالعين أو إصابة سابقة.
-
وجود قرنية رفيعة بشكل غير طبيعي.
-
طول النظر بشكل مبالغ فيه أو قصر النظر.
مضاعفات مرض المياه الزرقاء في العين:
قد تنشأ مضاعفات مرض المياه الزرقاء إذا تجاهل المريض الأعراض الأولى لها أو تعامل معها بشكل غير فعال. وهذه المضاعفات قد تحدث على المدى البعيد أو بشكل مفاجئ، اعتمادًا على نوع المياه الزرقاء التي يعاني منها المريض.
وبشكل عام، المياه الزرقاء طويلة الأمد التي تحدث دون علاجها تعد السبب الأساسي لتنوع اضطرابات الرؤية مثل:
- العمى الكامل
-
فقدان الرؤية المحيطة أو الرؤية المركزية.
- وزمة القرنية المزمنة – التي تشير إلى تجمع السائل في القرنية (الهيكل الشفاف المكون للبروز والانتفاخ في مقدمة العين) – قد يسبب ضبابية الرؤية.
كيفية علاج المياه الزرقاء في العين:
بمجرد أن تحدث جلوكوما العين فإنه لا يمكن علاجها. ومع ذلك، يمكن السيطرة على الحالة. يبدأ العلاج عادة باستخدام قطرات للعين تساعد في التحكم في ضغط العين.
وقد تشتمل هذه القطرات على:
-
المواد الكيميائية التي تقلل من إنتاج السائل.
-
المواد الكيميائية التي تحسن من عملية تصريف السائل.
وقد يسبب استخدام القطرات عدم الراحة أو احمرار في العيون إلى جانب حدوث آثار جانبية أخرى قد تؤثر على الوظائف الأخرى للجسم. يجب على المريض استشارة الطبيب لمساعدته في هذه الحالة.
من الممكن أن يصف الطبيب العلاج الذي يتم تناوله عن طريق الفم بالإضافة إلى قطرات العين للمساعدة في تشخيص المياه الزرقاء. و في حال عدم القدرة على السيطرة على المياه الزرقاء بالعلاج وحده، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الجراحية.
-
العلاج بالليزر لتنظيف الانسداد في الشبكة الصلبة.
-
الجراحات الخفيفة لإزالة المياه الزرقاء.
- العلاج بالترشيح لإزالة أجزاء من الشبكة الصلبة لتحسين عملية التصريف.
- قنوات التصريف العرضي للمزيد من تصريف السائل
الوقاية من الإصابة بالمياه الزرقاء:
بالنسبة لأغلب الحالات، يمكن السيطرة على جلوكوما العين قبل أن تسبب إعاقة الرؤية بشكل حاد. يمكن أن يساعد الفحص الدوري للعين في تقييم ضغط العين والمخاطر المحتملة للإصابة بالمياه الزرقاء. وعلى كل من يزيد عمره عن 40 عامًا أن يقوم بفحص سنوي شامل للكشف عن المياه الزرقاء في الوقت المناسب إلى جانب اضطرابات العين الشائعة الأخرى.
تعتمد فاعلية علاج المياه الزرقاء في العين بشكل كبير على تشخيصها في الوقت المناسب. وعليك أن تتذكر أن ارتداء أدوات الوقاية أثناء ممارسة الألعاب الرياضية، أو استخدام الآلات أو ممارسة الألعاب الخطرة يمكن أن يحمي عيناك من التعرض لأية مخاطر.
للمزيد من المعلومات عن كيفية الوقاية من الإصابة بالمياه الزرقاء وتشخيصها وعلاجها يمكنك التواصل معنا.
قابل أطبائنا من قسم طب العيون