الأمراض الروماتيزمية المناعية الذاتية (RMDs) هي مجموعة متنوعة من الأمراض تصيب المفاصل على الأغلب، إلا أنها قد تؤثر كذلك على العضلات والأنسجة الأخرى علاوة على الأعضاء الداخلية. ومن الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 200 مرض من أمراض المناعية الذاتية الروماتيزمية المختلفة، التي تؤثر على كل من الأطفال والكبار. وعادة ما تنجم عن مشاكل في الجهاز المناعي أو الالتهابات أو التدهور والتلف التدريجي للمفاصل والعضلات والعظام. حيث أن الكثير من هذه الأمراض طويلة الأجل وتتفاقم مع مرور الوقت. وعادة ما تكون مؤلمة وتتسبب في الحد في بعض الوظائف، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى حدوث إعاقة كبيرة تلقي بظلالها على كل من جودة الحياة والعمر المتوقع.
ما زال السبب الدقيق مجهولاً، ومن المتوقع أن تكون ناجمة عن أسباب مُتعددة العوامل. كما أن معظم أمراض المناعة الذاتية تضم عوامل خطورة وراثية ومحفزات بيئية تؤدي إلى خلل في نظام المناعة. حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة المفاصل والهياكل الأخرى. حيث أن النساء يصبن بأمراض المناعة الذاتية أكثر من الرجال، ومن المتوقع أن أكثر من 65 % من المرضى هم من النساء. ناهيك عن أن الحالات العائلية السابقة لاضطراب المناعة الذاتية قد تعمل على زيادة فرص الإصابة بهذا المرض.
وتظهر الأعراض الأكثر شيوعاً من خلال آلام المفاصل، والذي قد ﯾﺗراوح من البسيط إلى الشديد المسبب للإعاقة. وقد يترافق الألم مع تصلب المفاصل، ويكون على أشده في الصباح عند الاستيقاظ. وقد يعاني البعض من ألم وتصلب في كامل الجسم، بينما تشهد بعض الحالات الأخرى تورم في المفاصل المصابة. وفي حالة التهاب الفقار المقسط، تتأثر مفاصل العمود الفقري وتظهر الأعراض الأكثر شيوعاً مع آلام الظهر والشعور بالتصلب. يتسبب التهاب المفاصل بأضرار لسطح المفصل وفي بعض الأحيان فإنه يمتد إلى بانية العظم. وفي حال تم إهمال علاجه، فإن المرض يتطور مسبباً تلف المفصل الذي قد يؤدي إلى حدوث تشوهات.
تصنف بعض أشكال التهاب المفاصل بأنها شاملة، وذلك عندما يتسبب الالتهاب بالضرر فعلياً لأي عضو أو جهاز في الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين والكلى والعينين والأوعية الدموية والجلد. كما يُعرف ذلك باسم الذئبة الحمامية الجهازية أو الذئبة الحمراء، وهو مرض التهابي خطير يصيب الجلد والمفاصل والأعضاء الداخلية، وقد يصل في الحالات الشديدة لأن يكون مرضاً قاتلاً.
يعتمد التشخيص على الأعراض والفحص بما في ذلك إجراء تقييم دقيق للمفاصل بحثاً عن علامات مثل ورم المفاصل، نطاق حركة محدود ومقيد، وغالباً ما تؤكد الأشعة السينية البسيطة تشخيص حالة هشاشة العظام. وتشمل الفحوصات الدموية الاختبارات الأساسية والاختبارات الخاصة بالأجسام المضادة. وبالنسبة لأولئك الذين لديهم أعراض سريرية تنذر بوجود مرض الذئبة، فإن اختبار "ANA" (العامل المضاد للنواة) يعتبر هاماً للغاية. وفي حال كان اختبار "ANA" (العامل المضاد للنواة) إيجابياً، فعندما سيتطلب الأمر إجراء اختبارات أكثر تحديداً من أجل تشخيص المرض وتقييم شدته وتحديد العلاج. أما بالنسبة لالتهاب المفاصل الرثياني فإن الكشف عن عامل الروماتويد والأجسام المضادة لببتيدات السيترولين الدورية (Anti - Cyclic citrullinated peptide - anti – CCP تعتبر بمثابة اختبارات الأجسام المضادة المعتمدة.
على الرغم من عدم وجود علاج للأمراض المناعية الذاتية، إلا أنه كلما تمت المباشرة بالعلاج بشكل مبكر، كان أفضل وأكثر فاعلية. حيث تشمل الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والكورتيكوستيرويدات الفموية أو العضلية أو داخل المفصلية للسيطرة على الألم والالتهابات. وكعلاج مثالي، تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والستيروئيدات القشرية فقط من أجل المعالجة قصيرة الأجل.
وتعد الأدوية المضادة للأمراض المعدلة للروماتيزم (DMARDs) بمثابة القاعدة الأساسية للعلاج. والهدف الرئيس للعلاج هو السيطرة على المرض والحد من تلف المفاصل والأعضاء. وما أن تتم السيطرة على المرض، فقد يتم تخفيف جرعات الدواء بشكل حذر، وبطبيعة الحال، سيحتاج المرضى إلى مراقبة متكررة لاسيما وانه قد تدعو الحاجة إلى زيادة الأدوية بشكل فوري في حال انتشار المرض. يرجى التفضل بزيارة قسم أمراض الروماتيزم في ميد كير للاطلاع على خيارات العلاج الأفضل لجميع أنواع الأمراض الروماتيزمية.
ج: نعم، فقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
ج: لسوء الحظ، فإن مرض الذئبة يؤثر في أجزاء مختلفة من الجسم، وتتفاوت الأعراض من شخص لآخر. وتشمل بعض أعراض مرض الذئبة ما يلي
طفح جلدي بلون أحمر حول الأنف والخدين، مماثل لشكل الفراشة.
وبالنظر إلى اختلاف وتفاوت الأعراض بشكل كبير، فقد يكون من الصعب أن يتم تشخيص مرض الذئبة.
ج. يشير الاعتقاد السائد أن مرض الذئبة يصيب النساء بمعدل أكبر بعشر مرات من الرجال، إلا أن الرجال بدورهم عرضة للإصابة بمرض الذئبة. ويعتقد العلماء أن أ) ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء قد يكون مسؤولاً عن شدة المرض أو يعتبر بمثابة محفز محتمل لتطوير المرض و ب) قد يؤمن وجود منشطات الذكورة (الأندروجينات) بعض الحماية، وهكذا فإن المستويات المنخفضة من الأندروجين عند الرجال قد تكون عاملاً مرتبطاً بتطور المرض عند الذكور.
ومن المعتقد بأن النساء يستجيبن بشكل أكبر وأكثر للمستضدات الذاتية لاسيما وأن نظام المناعة لديهن أقوى وأكثر استجابة مما هو الحال عند الرجال، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
ج: يعتبر مرض الذئبة كأحد الامراض التي تشهد اندفاعاً وهموداً. وقد يكون إنتشار الذئبة طفيفاً أو يكون شديدة. حيث يعاني ما نسبته 75 % على الأقل من المصابين بمرض الذئبة من التهاب المفاصل والطفح الجلدي. ونصف هؤلاء يعانون من مشاكل في الكلى. كما أن مرضى الذئبة هم كذلك أكثر عرضة للإصابة من معظم الأشخاص الآخرين.